قوة تأثير الكلمات على الدماغ والطاقة الذهنية

بواسطة مجلة MAM

إن للكلام لقوة وتأثير على أرواحنا وأجسادنا وعقولنا،

فمابالنا بكلمات فيها ذكر الله وتأثيرها الإيجابي علينا.

كالاستغفار والحوقلة بقولنا، “استغفر الله العظيم، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم “

فماهي علاقة الاستغفار بجسم الإنسان؟ ولماذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نكثر من الاستغفار عند النوم،

وهل حقيقة أن الاستغفار له تأثير على الغدة النخامية الموجودة في أعلى الرأس؟

كما ذكر دكتور مصطفى عريض: ((إن هذا الجسم الإنساني له عدة خزانات للفرح والألم والحزن،وأن العين تعد بمثابة كاميرا تلتقط كل الصور الإيجابية والسلبية، وعند النوم تبدأ عملية العرض من جديد، يستعرض العقل ما التقطته كاميرا العين فتنعكس على النائم بالسلب، فيتأثر النائم ويسيطر عليه التوتر والقلق عند النوم ويوصينا رسول الله صل الل عليه وسلم بالاستغفار عند النوم لأن الاستغفار يحرك اللسان للأعلى عند منتهى الأسنان ليضرب في الغدة النخامية فيعتدل المزاج وتتطهر الخلايا من الأفكار السلبية والوساوس القهرية ويشحن الجسم من جديد بالأكسجين فيحصل النائم من جديد على الطمأنينة وعلى الراحة والهدوء فينام نوماً هادئاً مريحاً. ناهيك عن أن الاستغفار هو اعتراف بالذنب ويتيقن العبد أن لا أحد يغفر الذنب إلاّ الله ولا أحد يقابله بالعفو  والتوبة والرحمة سوى الله عز وجل وإبليس اللعين قال فبعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين ما دامت أرواحهم تسري في أجسادهم فيجيب الله تعالى عليه فبعزتي وجلالي لأغفرن لهم ماداموا يستغفرون))

لقد ذُكر الاستغفار في القرآن الكريم في مواضع عدة، وماله من فوائد عظيمة على الطاقة الذهنية التي هي مركز التفكر والحركة والإنجاز.

إن الاستغفار  روح الحياة “يا قوم استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا”(سورةنوح)

الاستغفار يحول ضعفنا إلى قوة: “ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً، ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولو مجرمين” (سورة هود)

 يزيد من قوتنا بل ويضاعفها لأن الله تعالى قال لنا على لسان هود عليه السلام: “يزدكم قوةإلى قوتكم”،

هذا العلاج الإيماني الرباني، بضع كلمات بصدق مع الله خلصتنا من الهموم وصفت أذهاننا وانكشفت الغموم … ومتى ما انكشفت الغموم وضحت الرؤية وزادت القدرة على التركيز والانتباه لأن العقل هو القوة الحقيقية في تحقيق المصادر لروح الحياة ألا وهي المدد بالأموال والبنين والأنهار والجنات والقوة البدنية والذهنية والقوة في الدين وتكفير للذنوب السالفة

وبالإيمان بالله والاستغفار له علاج حقيقي لمن يفتقر لمقومات القوة الذهنية والبدنية فكيف لنا أن نغفل عنه!

 ومن أساليب التربية الإسلامية هي أن نربي أبنائنا على الذكر ونذكرهم به، لعلهم يرشدون وتنجلي عنهم الأمراض النفسية والعقلية التي منها اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة واضطراب القلق والاكتئاب التي هي أسباب لقلة التركيز ونقص الانتباه والتشتت. ودعائنا دائماً لله “اللهم إني أعوذ بك من شتات الأمر وضيق الصدر” وشتات الأمر هو تشتت الفكر والشعور بالضياع والشعور بالحيرة والتيه.  والاستغفار من أقوى الكلمات التي فيها علاج من كل ذلك وقوة لتحفيز عصب الدوبامين في الدماغ

كذلك كلمات الحوقلة… “لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”  هي الاستعانة بالله على قضاء حوائجنا وجميع ما يصلح شؤوننا لذلك عندما يقول المؤذن “حي على الصلاة حي على الفلاح” علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نردد حينها ونقول “لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم” لأنها تمنحنا القوة على القيام للصلاة وأدائها، وأصحاب اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط يملون من الأعمال المتكررة والمهام اليومية الروتينية كالصلاة والسواك والنظافة كالاستحمام وغيرها، ويشتكي غالب البالغين من المصابين بهذا الاضطراب أنهم لا يستطيعون المداومة على الصلاة ويتمنون لو أنهم يحققون الخشوع في الصلاة، وإن من أقوى العلاجات لتحقيق ذلك هو ترداد الحوقلة مع الشعور بالطمأنينة والهدوء النفسي والتأمل بها حين تكرارها

الحوقلة هي حقيقة واقعية تمدك بالقوة والهمة، إنها معينة لك على أداء مهامك اليومية لما تحدثه من صفاء للذهن وترتيب للأفكار والمهام.  

كيف لا، وفيها إقرار بأنواع التوحيد الثلاثة الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، كما أن فيها التوكل على الله وتفويض الأمور كلها إليه.

وحين قال الرجل المؤمن في سورة الكهف لصاحبه (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) لأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بأنه الصانع ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً عن الأمر وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئة الله وقدرته وأن ليس لنا من أمورنا شيء إلا ما أحدثه الله فينا. 

ومن فضلها أن من قالها وهو خارج من بيته مع البسملة والتوكل على الله يُوقىَ ويُكفىَ ويُهدىَ لحديث أنس بن مالك ان النبي قال: “إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال: يقال حينئذٍ: هُديت وكُفِيت ووُقيت، فتتنحّى له  الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد كُفِيَ وهُدِيَ ووُقيَ”

 ومن فضل الحوقلة انها من الباقيات الصالحات تكفر لنا الذنوب،

بعد كل ما علمناه، ماذا ننتظر؟ علينا أن نداوم على الاستغفار والحوقلة لأن فيهما الخلاص من كل أنواع المشتتات ومد العقل والفكر بالطاقة البدنية والعقلية العجيبة التي تمدنا بالصفاء الذهني والروحي، علاج قوي لمن يعاني من التشتت وفرط النشاط الذهني إنهما بمثابة فلترة للدماغ من الملهيات والمشتتات وعملية تنقية لشوائب العقل وانشراح للصدر. 

ويكفينا أنها كنز من كنوز الجنة، وهي غراس الجنة

 فقد ثبت ان رسول الله صل الله عليه وسلم ليلة أُسْرِيَ به مر على إبراهيم عليه السلام فقال (من معك يا جبريل فقال هذا محمد،

فقال له ابر اهيم أأمر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، قال وما غراس الجنة قال: لاحول ولا قوة إلا بالله).

المدربة د. منال كمال مؤسسة مجلة MAM