توقف عن محاولة تهدئة العاصفة

توقف عن محاولة تهدئة العاصفة 

مرحبًا بك في مجلة MAM لهذا الأسبوع! 

اليوم نتحدث عن عواصف الحياة. دعونا نتذكر أن أفضل طريقة لمساعدة الآخرين هي بالقدوة. بدلاً من محاولة تهدئة الاضطرابات المحيطة بنا بلا كلل، دعونا نركز على تهدئة أنفسنا أولاً. وعندما نفعل ذلك، نصبح منارات للصفاء، ونرشد الآخرين ليتبعوا مثالنا.  

انضم إلي في القراءة اللطيفة لكتاب “مساكن الفؤاد – عند فقد الأحباب والأولاد” – الأطروحة المبدعة للشيخ زين الدين علي بن محمد الجبعي العاملي (المعروف غالبًا بالشهيد الثاني) وهو عبارة عن مجموعة من الأحاديث والنوادر الفريدة عن أصحاب النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم والأئمة (عليهم السلام) وكذلك عن العلماء وغيرهم ممن فقدوا أحد أحبائهم (وخاصة الطفل). 

 سنقوم بذكر بعضاً منه وسأضع معكم نية للمضي قدما معه بسلام في الحياة كنهج حياة.  

تحدث الكتاب عن فقدان الأطفال والأحباء الذي يعد الفقد فيه وقتًا صعبًا بشكل خاص في حياة أي إنسان. الحزن واليأس والاكتئاب الذي يتبع ذلك يمكن أن يستنزف طاقة المرء وإيمانه. ومع ذلك، كمؤمنين، يمكن أن تصبح هذه الرحلة أكثر راحة وهدوءً من خلال الكلمات المطمئنة للنبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم والإبحار في سيرته الطاهرة. مدركًا أنه بينما نفعل ذلك، ستمر العواصف حتمًا، تاركة وراءها بحرًا هادئًا من التفاهم والرحمة. 

مرحبا بالجميع. أملي لك اليوم هو أنه عندما تقرأ هذه الرسالة، أن تجد نفسك في أحضان هذه اللحظة الجميلة الإيمانية المليئة بالهدوء. رغم التحديات التي قد تحوم حولنا. وأنا أبدأ معك اليوم لأنه عندما يكون لدينا أحباء يواجهون صعوبة، ويمرون بوقت صعب للغاية، خاصة لأن هذه الأوقات مليئة بعدم اليقين، فمن الطبيعي أن نرغب في التواصل وتقديم الدعم لأولئك الذين قد يعانون. 

لأننا نحبهم ونريد مساعدتهم. ومع ذلك، في بعض الأحيان، فإن المساعدة الأكثر عمقًا التي يمكننا تقديمها لا تأتي من الكلمات أو النصائح، ولكن من الحضور اللطيف للتفاهم والهدوء بداخلنا.  

متجر مجلة MAM يعرض العديد من كتب العمل الالكترونية التي تعرض العديد من التدريبات الذاتية لتحسين جودة
حياتك في بيئة المنزل والعمل، وإدارة المال، وتحديد الأهداف وتحقيقها، والمخططات الجاهزة للأهداف الأسبوعية
وإدارة الغضب لإنشاء بيئة آمنة لك ولعائلتك. 

أفضل طريقة لمساعدة الآخرين هي أن تكون قدوة لهم. أريد أن أشارككم تذكيرًا لطيفًا كان بمثابة مصدر عزاء لي، وهو قولٌ قويٌ جدًا، يقول: “توقف عن محاولة تهدئة العاصفة”، هدئ نفسك، سوف تمر العاصفة. يدعونا هذا الشعور الجميل إلى تنمية الشعور بالسلام الداخلي، مدركين أننا بذلك نخلق ملاذًا وسط عواصف الحياة 

والاضطرابات، لأن هناك اضطرابًا في كل مكان حولنا، وعندما نختار التدرب على تثبيت أنفسنا على أن نكون أكثر هدوءً، وأن نتمتع بمزيد من الهدوء داخلنا. نصبح منارة للصفاء وسط الفوضى المحيطة. بدلاً من السعي لإطفاء نيران الصعوبات، والتي تكون غير مريحة للغاية في بعض الأحيان، فإن قوتنا الهادئة تتيح مساحة للحل لتتكشف بشكل طبيعي.  

دعونا نتوقف عند ذلك للحظة. يا إلهي، يا له من مفهوم. دعونا نهتم ونكون أكثر هدوءً في داخلنا حتى نتمكن من مساعدة الآخرين. 

لذا، بينما نمضي في رحلتنا خلال هذا الأسبوع المقبل، ونضع معاً نية جديدة، ستكون نيتنا: يمكنني فقط تهدئة نفسي أولاً. حتى أتمكن من مساعدة الآخرين، دعونا نمضي قدمًا ونضع كلتا أيدينا على قلوبنا واحدة فوق الأخرى، وسنأخذ نفسًا وعندما نزفر، سنقوم بالربط بلطف بالضغط على قلوبنا قليلًا. 

لذلك نتواصل مع قلوبنا أكثر قليلاً ونخرج الزفير. حسنًا، خذ نفسًا ثم اضغط على قلبك قليلًا وتواصل مع قلبك وقم بالزفير. 

دعونا نفعل ذلك مرة أخرى. خذ نفسا. اضغط على قلبك قليلاً وقم بالزفير. 

لا يمكننا الاتصال بأنفسنا إلا حتى نتمكن من مساعدة الآخرين. لذا بينما نتدرب على هذا طوال الأسبوع، عندما نرى العواصف قادمة، دعونا نتدرب على هذا. وعندما نمارس هذا، نصبح تلك الأوعية اللطيفة جدًا التي تسمح لنا بالحصول على المزيد من التعاطف والدعم لمساعدة الآخرين من حولنا. لذلك دعونا نخلق المزيد من هذه الثقافة الجميلة التي تتمتع بمزيد من اللطف، ومن هذا الشعور الإيماني المتصل برحمة الله والمزيد من الفهم والاتباع لمثالنا العظيم نبي الرحمة محمد صل الله عليه وسلم، ومع أفعالنا الطيبة الهادئة نتجه نحو إضاءة الطريق للآخرين. وسوف يدعوهم ذلك إلى أن يفعلوا الشيء نفسه. ولهذا، علينا استخدام الأفعال والمشاعر وليس الكلمات.  

أشكرك كثيرًا على السماح لي بمشاركة هذه الأفكار معك. وأرجو من الله أن تسترشد رحلتنا معًا بهذا.  بالحب والطاقة اللطيفة للقلب الهادئ الرحيم كما في قوله تعالى يصف به نبينا الكريم، (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). 

                    أتمنى لك يومًا رائعًا 

                          د. منال كمال – مؤسسة ورئيسة المجلة